بقلم محمود الخطيب | هاهي إذن : تنفتح صفحـة واحــدة وكبيــرة ، تمتـد علــى مساحة الوطن ، فيــها كــل تفاصيل الإنسان الفلسطيني ، وفيها عزالدين ــ الرمز المتوحد فينا والمتوحدون فيه..
تكتب عن إنسان ، لاتعرفه ولاعلاقة شخصية بيـنك وبيـنه ، ولاحتى جـمعتك بـه الظروف – علــى عموميتها وتميزها – في يوم من الأيام..
ولكن ، ثمة ، علاقة ” قدرية ” تطفح – الآن ــ بالتوحد ، بالحركة ، بالمصير ، باحتمالات الشهادة!
عزالدين القلق ــ الرمز لأي شهيد فلسطيني آخر ، شهاب سقط من كوكب سيّار ، وبقي يضيء فــي سماء الثورة وسماء فلسطين ، ولكن ، رغم كل ألق الشهادة ، وموقعها، وعمقها، وحجمها، وحروفها المغسولة بالدم، تظل تشعر إزاء حالة متكررة كهذه، بنفس التوجع، الذي تشعر به عندما تفقد، فجأة، عضوا من جسدك خصوصا حينما تكون أيها الفلسطيني قد حددت عدوك وموقع الحراب المصوبة إلى صدرك، وعلى حين غرة ، تأتيك الطعنة من الخلف..
هل قدرنا ، أن نظل نتساءل ــ رغم غزارة الدم النازف منـّا ــ من أين يبدأ الجرح!!
هاهي إذن : تنفتح صفحـة واحــدة وكبيــرة ، تمتـد علــى مساحة الوطن ، فيــها كــل تفاصيل الإنسان الفلسطيني ، وفيها عزالدين ــ الرمز المتوحد فينا والمتوحدون فيه .. وفيها كل أسماء المشاركين ، الهاطلين كالمطر ، المنتشرين كالبذار.. وأسماء الذين سقطوا فأخصبوا الرحم بالتكاثر ، فجاء الدفق : خطوات كثيرة ، كثيرة ، وعلى الأكف خارطة أشجارها قامات وسواقيها دماء..
فيها السؤال والجواب ، والقرار ،وملامح خاتمة تحمل بين شفتيها ابتسامة صخرية تطفح بالماء.
www.ezzedinekalak.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2018