عائشة حسين أرناؤوط | لم يكن هناك اسم آخر أسمّي به من خلالك الأشياء
والصخورَ والزوايا المحنّاة بدمك وبنبض ابتسامتك الأخيرة.
لم يكن هنالك كلمات أودعها قلبَك في رنينه الأخير
لم يكن هناك اسم آخر أسمّي به من خلالك الأشياء
والصخورَ والزوايا المحنّاة بدمك وبنبض ابتسامتك الأخيرة.
لم يكن هنالك كلمات أودعها قلبَك في رنينه الأخير
ولا غبار من الورد
أو منجل من الحشائش لحديقتك المقبلة.
أيها المُتحدّر من سلالة الماء الجليل.
وطنك مسنود على حافة طاولة النرد.
بعد قليل سيُرفع الستار الذهبيّ
وسيبدأ اللعب ثانية:
يتضاعف المسيح الدجال ويلبس رجالات الدولة
( من لا يعرف السباحة ليتعلم العوم
من لا يعرف العوم ليتعلم التجذيف
من لا يعرف التجذيف ليحرق القارب وسط البحر).
وطنك قاربُ الزنابق
والمجاذيف في مستودعات سرّية محكمة الإغلاق
تتآكل ببطء …
ببطء جلسات رسميّة يتمّ فيها ترقيع الأقنعة بهدوء.
هكذا تذهب بيدين فارغتين
هكذا تذهب بقدمين عاريتين
قلبك فقط يحمل العلّيق والزنبق.
لم يكن هنالك اسم آخر أُسمّي به من خلالك الوطن
فقدتُ المرايا العاكسة والمرايا المحدّبة
واسترقتُ السمع إلى جدران زجاجية
إلى مشاريع مقاصل ومناقصات على جثث
ورأيت دروعاً ذهبية تحت ثياب رسمية وحملاناً بين أظلاف نسور الكتف.
وطنك مسنود على حافة طاولة النرد
موتك يسقي شجرة دائمة التقليم
وفي ذاكرتك تتراصف الأزمنة
تبني لظلّها مُقلة دامعة
تَشمّ عطور النار والطلقات.
الأمواج تَشْحن جنون العظمة
ورعافُ المناجل يحصد سلالة الماء.
ذهبتَ طافحاً بتحدّبات الغربة
بتورّمات المغزل.
المدارُ الأرضي تجويفٌ لعينك الساكنة
ورئتك الأفقية الغارقة في الصمت
تتوازى مع ريح تفقد أزهارها.
يا للزمان المُدرّع بالنفاق الكونيّ !
وطنك مسنود على حافة طاولة النرد.
وراء ضباب جلادينا المتحلّقين
يتّخذ القارب ملامحَ الحلم.
ليس هنالك اسم آخر أسمّي به من خلالك الأشياء
اغمسْ قلبك في الدمعة الكبيرة
حيث تتراصف القلوب بانتظار قلوب أخرى.
(*)_ شاعرة و مترجمة سورية (1946، دمشق) مقيمة في باريس وتحمل الجنسية الفرنسية. ترجم بعض شعرها إلى الإنجليزية واليوغسلافية والألبانية. هذه القصيدة من ضمن مجموعتها الشعرية (الوطن المُحرّم )
www.ezzedinekalak.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2018