موقع الشهيد عز الدين قلق

عزالدين شهيدا

بقلم ياسر عرفات | هم سبقوا، ونحن على الطريق، صفحة لا تطوى، وقافلة لا تتوقف، من عز الدين القسام إلى عز الدين القلق، القضية واحدة والجوهر واحد والطريق واحد والاسم واحد، بل إنّ الصفات واحدة، كلاهما آمن بالأرض والحرية وبسطاء الناس.

بقلم ياسر عرفات

“بل أحياء عند ربهم يرزقون”
صدق الله العظيم

هي عقيدة قناعة وتراث
تاريخ وتواصل ومستقبل
يطمئن بها قلب الشيخ والأم بل ويفرحان …
وتشتد بها عزائم الأخ والرفيق والصديق .. فيواصلون …
وتعيش بها القضية . حكايات بطولة تروى للأجيال
وعلامات طريق للعودة والانتصار . وإجابة على كل سؤال .
نحن لانقول …كان
هم بيننا . تعاهدنا إلى أرض أحببناها كما يجب
كل الناس أرضهم …
هم سبقوا ، ونحن على الطريق
صفحة لاتطوى ، وقافلة لاتتوقف
من عزالدين إلى عزالدين
من عزالدين القسام … إلى عزالدين القلق
القضية واحدة والجوهر واحد . والطريق واحد والاسم واحد
بل إن الصفات واحدة…
كلاهما آمن بالأرض والحرية وبسطاء الناس .
سمعنا وقرأنا عن القسام . وعشنا وعملنا مع القلق
وعزالدين القسام بالآلاف .
إنه تاريخ وتواصل ومستقبل .
هل يمكن إذن الحديث عن عزالدين واحد
أبدا ً
فعزالدين ليس واحدا ً
حياته، حياة عزالدين هي حياة شعب أجبر على الخروج من أرضه
ولد في النكبة
وتعلم في المخيم قصة القسام ورفاقه
وحكاية الأرض والزيتون .
مزج الدراسة بالعمل حتى يمكنه أن يعيش .
فتفوق . تحسس في جراحه ومعاناته آلام شعبه العربي الفلسطيني
تسلح بالوعي وبالعلم وبثقة ٍ جعلت وجهه باسما ً على الدوام .
قناعته جعلته لايعرف المستحيل …عزالدين يعرف أن القضية ليست سهلة …
المستعمرون مزجوا اغتصابهم لفلسطين بعنصرية متعصبة ، بعضها مفضوح ، وكثير منها مقنـّعٌ .ثم هم شتتوا شعبها وقسموا ماحولها ليضمنوا استمرار اغتصابهم .

ويلتحق عزالدين بالقافلة .
في ” فتح ” يتعلم عزالدين أن الثورة وحدة وطنية . وأن الوحدة الوطنية انفتاح على الإنسانية ، فيؤمن بفلسطين ديمقراطية .
وتتلخص الدروس في كلمات :
البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني
والوحدة ، كل الوحدة ضد العدو الصهيوني
وكل شيء من أجل القضية
والقضية هي فلسطين
ويتعلم عزالدين أن اختلاف الآراء وتنوع الإجتهادات قوة وغنى ، طالما كانت تتجه نحو فلسطين وفي سبيلها …فيؤمن بالحوار الديمقراطي .
ويتعلم أن البندقية الأجيرة ليست بندقية الفقراء ، فيؤمن بالإعتماد على الذات وبالقتال دفاعا ً عن حرية إرادة الثوار …
وعندما يصبح عزالدين مسؤولا ً عن إطار منظمة التحرير الفلسطينية ، يعرف ابن ” فتح ” أنه الأخ الأكبر ، يوحـّد من هم داخلها ومن هم حولها ويجمع حلفاءها وأصدقاءها .
ويقدم عزالدين حياته آلاف المرات في آلاف المعارك … على حدود فلسطين وهو يعْبرُ .
في السجون والمعتقلات وهو يعذب على أيدي الصهاينة والفاشست .
على أرض فلسطين ، التي أحبها وتمسك بها ، يقاتل فوق ترابها معلنا أنها له .
في المخيمات عندما تقصفها طائرات العدو الصهيوني لاتميّز بين طفل وامرأة وشيخ ومقاتل .
في الجبال والمدن المحيطة بفلسطين يدافع عن استقلال إرادة الثوار واستمرار القتال .
في عواصم العالم على اختلافها وهو يصل الليل بالنهار، لكي يشرح عدالة قضيته ويفضح عنصرية أعدائه وفاشيتهم . ويوصل أصوات الذين هم في شتات المخيمات ، وتحت ظل الاحتلال، وفي غياهب معسكرات الاعتقال .
وتتقدم القافلة وتتشعب الساحات وتتعقد المهام .
ويعلوا صوت الثورة في العالم كله ويسمع الذين لم يكونوا يسمعون .
وتتفتح آذان وعيون ، وصوت الحق يعلو وينتصر … ويقدم عزالدين حياته .
يعتصرنا ألم الفراق ، ويتضاعف الألم عندما يكون الرحيل بيد الغدر والعمالة .
وأن تكون الخسارة ،خسارة عزالدين .
ويتقدم الآلاف والآلاف ، وينتشر اسم الشهيد
كما ينتشر أريج برتقال فلسطين ، وتضىء حكايته كما يضىء زيتونها .
وتتواصل المسيرة مع الثورة حتى النصر .

المصدر : كتاب الملصق الفلسطيني. منشورات فجر، تاريخ الصدور: عام 1979

إقرأ أيضا

Leave a Comment