بقلم لواءركن عرابي كلوب | خلال دراستها الجامعية في باريس كانت عضواً نشيطاً في اتحاد الطلبة العرب في فرنسا، وكانت على تواصلٍ دائمٍ مع الشهيد/ عز الدين القلق مسؤول حركة فتح في فرنسا وحتى استشهاده.
الدكتورة / منى عبد الله عاقوري مناضلة لبنانية، فلسطينية، مصرية، أرملة الشهيد المناضل الكبير/ رؤوف نظمي عبد الملك (د. محجوب عمر) التي وافتها المنية صباح يوم الاثنين الموافق 29/5/2017م في المستشفى بجمهورية مصر العربية حيث كانت تعالج.
منى عبد الله عاقوري لبنانية أرثوذكسية من مواليد عام 1948م في مدينة بيروت، تنحدر أصولها من قرية عاقورة من قرى قضاء جبل لبنان في محافظة جبل لبنان.
أنهت دراستها الثانوية في مدرسة الفرنسيسكان، والتحقت بجامعة القديس يوسف حيث حصلت على الشهادة الجامعية ومن ثم الماجستير سافرت إلى فرنسا والتحقت بجامعة السوريون بباريس وحصلت على شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي.
خلال دراستها الجامعية في باريس كانت عضواً نشيطاً في اتحاد الطلبة العرب في فرنسا، وكانت على تواصلٍ دائمٍ مع الشهيد/ عز الدين القلق مسؤول حركة فتح في فرنسا وحتى استشهاده.
منى عاقوري بدأ مشوارها النضالي في التحاقها بحركة فتح في بداية السبعينات بالتنظيم الطلابي الخاص بالثانويات، أثبتت نموذجية المحبة والانتماء لعروبتها وفلسطين، ارتبطت الدكتورة / منى عبد الله عاقوري بالمناضل الثوري المصري د. محجوب عمر في بيروت والذي انضما للثورة الفلسطينية بجنسياتهم اللبنانية والمصرية، ليؤكدوا مكانة القضية الفلسطينية في قلب كل عربِيٍّ حريصٍ على قضيتنا وعدالتها، حيث كانا مثالاً للتضحيةِ والفداءِ في كل مواقعِ الثورةِ الفلسطينية.
كانت وزوجها د. محجوب عمر عنواناً للخيرِ والعطاء الذي لا ينضب وعرفا بصدقهما ودورهما الخالد في مسيرة الكفاح الفتحاويِّ الطويل.
لقد كرست الدكتورة منى عاقوري في رحلتها وتاريخها النضاليِّ حيث رافقت فيها زوجها المناضل د./ محجوب عمر أحد أبرز القادة والكوادر الفتحاويين الذين أفنوا حياتهم في الدفاع عن الوطن وحقوق الشعب الفلسطيني.
د.منى عاقوري، د. محجوب عمر كانا روحاً واحدةً وحبيبين، بل عاشقين من عشاق فلسطين اللذين التقيا على أرض نضالها وهي شابة سليلة عائلة أرثوذكسية وخريجة الجامعات الفرنسية بدرجة الدكتوراه في الأدب الفرنسي، وهي المولعة بالنضال الطلابي الذي كان سمة تلك الفترة، وكان د. محجوب الطبيب والمناضل المصري القبطي قد استقر في العمل في مركز التخطيط الفلسطيني بعد جولةٍ نضاليةٍ مثمرةٍ من النضال المميز من الجزائر إلى قواعد الفدائيين في جنوب الأردن حيث صنع تجربةَ عملٍ جماهيريٍّ مميزٍ مع أهالي تلك المنطقة ثم العمل الفدائيِّ والجماهيريِّ في جنوب لبنان حتى الوصول إلى مركز التخطيط، حيث كانت الشابة / منى عاقوري واحدةً من مئاتِ الطلبةِ الذين سحرهم فكرة ونضالة وروح الثقة والتفاؤل وبالكلمات البسيطة الواضحة التي يشرح بها أعمق النظريات الثورية حتى تصل للقلوب قبل العقول.
بعد اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982م انتقلا من بيروتَ إلى القاهرةِ ليقيما هناك ويواصلا العمل من أجل فلسطين كتابةً وترجمةً وتقديمَ منشوراتٍ واستشاراتٍ للقيادة والكوادر وليكونا في شقتيهما المتواضعة بين أن تكون مكتبةً أو منزلاً وفي كل الأحوالِ كانت محطةً إنسانيةً وفكريةً لكلِّ المناضلين القادمين إلى أرض الكنانة.
د. منى عبد الله عاقوري ترجمت عدة كتبٍ من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية وكان أهمها كتاب (مجتمع جبل لبنان في عصر الثورة الصناعية في أوروبا) للكاتب الفرنسي المشهور (دومنيك شوفالي) وقدم للترجمة بقوله (تأثرت تأثراً لا حدود له بجدارة الترجمة التي كتبتها د. منى عاقوري بكل كفاءةٍ وكل جدارة.
عملت د. منى عاقوري مع الصحافةِ الفرنسية لسنواتٍ طويلةٍ من خلالِ إعدادِ تقريرٍ أسبوعيٍّ عن الصحافةِ العربيةِ والوضعِ العربي.
لقد تميزت د. منى عاقوري بنشاطها الإنسانيِّ والاجتماعيِّ وعملت مع أصدقاء لها ولسنواتٍ طويلةٍ في دوراتِ محو الأميةِ وتعليمِ اللغات ودروس تقويةٍ لطلبةِ الثانوية العامة.
تفرغت لرعاية زوجها د. محجوب عمر الذي أقعده المرض منذ عام 2000م وإلى 2012م تاريخ وفاته، وتفانت في خدمته ورعايته وبعد وفاته أصدرت الجزء الأول من كتاب (محجوب عمر: كتابات) جمعته في مقالات ودراساتٍ كتبها د. محجوب عمر ولم يمهله المرض لإصدار الجزء الثاني.
توفيت د. منى عبد الله عاقوري يوم الاثنين الموافق 29/5/2017م في القاهرة ووري جثمانها إلى جوار زوجها د. محجوب عمر في مقبرة الأقباط بمصر القديمة – جوار مسجد عمر بن العاص.
د. منى عبد الله عاقوري وداعاً يا أخت الرجال، وداعاً يامن كنت لنا جميعاً مثلاً رائعاً في الوفاء والتضحيةِ للوطن، وداعاً يا من سجلت بشموخ المرأة اللبنانية الفلسطينية المصرية في مسيرة ثورتنا المعاصرة.
وداعاً وقد كرَسْتِ جلَّ حياتكِ في خدمة قضيتنا المركزية قضية فلسطين.
وداعاً وأنتِ تلتحقين برفيق دربك د. محجوب عمر بعد رحلة طويلة من النضال.
هذا وقد نعت حركة فتح في الوطن والشتات المناضلة المرحومة/ د. منى عبد الله عاقوري أرملة د. محجوب عمر مؤكدةً على التاريخ النضالي والمسيرة الطويلة الذي كرسته الفقيدة في رحلتها عبر مسيرتها في حركة فتح والثورة الفلسطينية ورفيقة لزوجها د. محجوب عمر.
وعبرت الحركة عن كامل حزنها لفقدانها اليوم امرأةً كان لها بصمات ثورية ذات فخر وتشارك حركة فتح العائلة الكبيرة في رحيلها.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد أقيمت أمسيةٌ في رام الله حضرها عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأدار الأمسية الصديق اللواء/ حسن صالح مستذكرين مسيرة الراحلة الكبيرة د. منى عاقوري وزوجها د. محجوب عمر في مسيرة الثورة الفلسطينية.
رحم الله المناضلة الدكتورة منى عبد الله عاقوري.
المجد لله في العلا.. وعلى الأرض السلام.
www.ezzedinekalak.com | designed by: Hammam Yousef :: Copyright © 2017 - 2018