موقع الشهيد عز الدين قلق

المهرجان، أصدقاؤه والمهرجون فيه

بقلم عبدالسلام الحاج قاسم* | أقول هذا انطلاقا من تلك الوقفة الخاشعة ، التي وقفها التونسيون والأجانب من مختلف الجنسيات في مسرح الهواء الطلق بطبرقة ، عندما أعلن منظم المهرجان عن نبأ اغتيال المناضل عزالدين القلق، وطلب الوقوف دقيقة صمت وقال باللغتين العربية والفرنسية : إن الشهيد فضلا عن كونه مناضلا في سبيل قضية عادلة نحمل كلنا العطف عليها والتحمس لها فهو صديق هذه المدينة وهذه الديار التونسية وهذا المهرجان ، ولذا فنحن في هذه اللحظة نشعر بحزن أعمق على فقدانه ، فقد ترك بيننا ذكريات لاتنسى وكان مثالا في النضالية والثقافة وحسن المعاشرة.

مهرجان طبرقة الصيفي من أقدم المهرجانات ومن أكثرها رواجاً ونجاحاً ، ونجتحه يستوي من حيث الكم والكيـف ، ذلك أنـه يـتـواصل مالايقل عـن شهريـن ويستضيف خيـرة المطربيـن والعازفيـن والفـرق الموسيقية والمسرحية والشخصيات الأدبية والفلسفية والسياسية ، وقد كان من بيـن ضيـوفه في مناسبتيـن المناضل الفلسطيـنـي الشهـيـد عزالديـن القلق ممثل منظـمة التحـرير الفلسطينية في باريس ، الذي اغتيـل مؤخرا . وقد ألقى الشهيد محاضرتين لقيتا اقبالا كبيرا ، وكان محورها القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني ، وقد كسب في المناسبتين أصدقاء كثيرين : أصدقاء يعرفونه ويشاطرونه الرأي والتحمس من إخوانه العرب التونسيين ، وأصدقاء من الأجانب كانوا لايعرفونه ولا يشاطرونه الرأي أو حـتى يخالفونه أو يجهلون هويته وقضيته ، لكنهم فــي هذه المدينة الصغيرة من الجمهورية التونسية وبفضل مهرجاناتها وماوفرته من أسباب التلاقي والحوار والمعرفة ، أصبحوا يعرفونه ويعرفون هويته وقضيته ويشاطرونه الرأي أيضا.

أقول هذا انطلاقا من تلك الوقفة الخاشعة ، التي وقفها التونسيون والأجانب من مختلف الجنسيات في مسرح الهواء الطلق بطبرقة ، عندما أعلن منظم المهرجان عن نبأ اغتيال المناضل عزالدين القلق، وطلب الوقوف دقيقة صمت وقال باللغتين العربية والفرنسية : إن الشهيد فضلا عن كونه مناضلا في سبيل قضية عادلة نحمل كلنا العطف عليها والتحمس لها فهو صديق هذه المدينة وهذه الديار التونسية وهذا المهرجان ، ولذا فنحن في هذه اللحظة نشعر بحزن أعمق على فقدانه ، فقد ترك بيننا ذكريات لاتنسى وكان مثالا في النضالية والثقافة وحسن المعاشرة .

المصدر : النشرة أو الصباح أو الصدى ، التونسية
التاريخ : 3 أو 4 \ 8 \ 1978 .

(*)_ الأستاذ عبد السلام حاج قاسم مولود بصفاقس في 06 موفمبر 1948 درس بها المرحلتين الإبتدائيّة والثانويّة ثمّ إنتقل إلى العاصمة أين إلتحق بكليّة الحقوق والعلوم الإقتصاديّة والسّياسيّة وتحصّل على دكتوراه المرحلة الثانية في القانون الخاص ( علوم جنائية ) .
إنشغل منذ إلتحاقه بالجامعة في ميدان الصحافة ( نوفمبر 1969) بجريدة الصباح اليةميّة أين إرتقى من مصحّح إلى رتبة محرّر بقسم الشؤون العالميّة إلى سكرتير تحرير برتبة رئيس تحرير مساعد ثمّ رئيس تحرير لجريدة الصباح الأسبوعيّة ( 1985-1999) ثم رئيس تحرير جريدة الصّباح اليوميّة ( 1993-1999) ورئيس تحرير جريدة الصدى الأسبوعيّة لمدّة سنة واحدة.

إقرأ أيضا

Leave a Comment