موقع الشهيد عز الدين قلق

حقوق الإنسان وحقوق الشعوب

بقلم ليلى شهيد* | أشار الأخ عزالدين قلق إلى أن ميزان القوى في المنطقة قد تغير بعد عام 1973 ، إذ اعترفت أكثر من مئة دولة بوجود منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ، ودعتها الامم المتحدة ، حيث ألقى الأخ ياسر عرفــات خـطابه الشهير ، الذي مثـّل سابقة مهمة جدا ، لكل حـركة تحرر وطني في العالم ، إذ كانت هذه هي المرة الأولى ، التي يتكلم فـيها رئيس حــركة تحــرر في الأمم المتحــدة ، أمــام المجموعة الدولية

رسالة باريس

اللجنة الدولية لحقوق الشعوب ، التي تأسست في تموز عام 1976 برئاسة السناتور الإيطالي والمحامي المعروف ليليو باسو ، أحــد مؤسسي محـكمة راسل للسلام ، والتي أصدرت وثيقة عالمية جــديدة لحــقوق الشعوب عام 1976 في الجـزائر العاصمة ، عرفـت بوثيقة الجزائر، افتتحت لها فرعا في فرنسا ، برئاسة السيد كلود بورديه ، عضو الحزب الاشتراكي الموحد ، والمعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية .

وقد عقد الفرع الفرنسي ندوته التأسيسية ، في مدينة اميان الفرنسية بتاريخ 23- 24 /4 /1977 كرسها لقضيتي فلسطين وجنوب افريقيا وشعبيهما ، وشارك فيها عدد من الأخصائيين في العلاقات الدولية ……

وقــد رئس الندوة المحــامي المعروف ليـو متاراسو ، وبتمثيل كـل من الأخ عـزالدين قلق عـن الشعب الفلسطيني ، والأستاذ غارسيا عن شعب جنوب افريقيا …..

وفي الجلسة الثانية مساء اليوم الأول لانعقاد الندوة ، قدّم ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس ، الأخ عزالدين قلق تقريرا وافيا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، التي تشكل مثلا رائعا لحقوق الشعوب الأخرى ، مشيرا إلى أن وثيقة الجزائر تنطبق بمجمل بنودها على الشعب الفلسطيني ، ولاسيما البند الأول فيها ، الذي ينص على أن” لكل شعب حقه في الوجود “ولهذا فإن الشعب الفلسطيني ، الذي لم يـُعترف بوجــوده لعدة سنوات في كـل الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية ، حمل السلاح لكي يبرهن علــى وجــوده ، الأمر الذي لم تضطر إليه الكثير من حركات التحرر العالمية ، إذ كان مـُسلـّما بوجودها كشعوب من قبل .

كما أشار الأخ عزالدين قلق إلى أن ميزان القوى في المنطقة قد تغير بعد عام 1973 ، إذ اعترفت أكثر من مئة دولة بوجود منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ، ودعتها الامم المتحدة ، حيث ألقى الأخ ياسر عرفــات خـطابه الشهير ، الذي مثـّل سابقة مهمة جدا ، لكل حـركة تحرر وطني في العالم ، إذ كانت هذه هي المرة الأولى ، التي يتكلم فـيها رئيس حــركة تحــرر في الأمم المتحــدة ، أمــام المجموعة الدولية .

وأضاف الأخ عزالدين قلق أن هذا الحـــق قــد كلـّف الشعب الفلسطينـــي نــضالا سياسيا وعــسكريـــا ودبلوماسيــا طــويلا ، لانتزاع هذا الإعتراف ، ليس للشعب الفلسطيني وحــسب ، وإنــمــا لــكل الشعوب المضطهدة ، التي تطمح للحصول على حقوقها الوطنيةالشرعية .
وقد أثار أحد الحضور موضوع الإعتراف بحق الشعب اليهودي في تقرير مصيره ، وموقف منظمة التحرير الفلسطينية من هذا الحق ، فأجابه الأخ عزالدين قلق بأن مسألة تعريف الشعب اليهودي ، ليست مشكلة الشعب الفلسطيني ، ” أما بالنسبة لمنظــمــة التحــرير الفلسطينيــة ، فإنها قدمت لليـهود في العالم ، وليهود العالم العربي بالذات ، حلا ديمقراطيا يحميهم من العنصرية والاضطهاد .

وقد اختتم الأخ عزالدين قلق هذا النقاش ، بالإشارة إلى الضغط الذي يمارس على منظمة التــحــريـــر الفلسطينية لتغيير ميثاقها سائلا : ” ماذا يكون موقف الفرنسيين لو طلب منهم أن يثيروا دستورهم “. وأ شار إلى الحملة المتواترة في الصحافة الغربية ، والتي سبقت انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ، تطالبه بتغيير ميثاقه ، بل وذهب البعض إلى حد المطالبة بتغيير قيادة منظمة التحرير الفلسطينية . إلاّ أن المجلس الوطــني قد برهن على النضـوج السياسي للشعب الفلسطيني ، بخروجه بموقف موحد إزاء الأحداث ، إذ حــازت مقرراته على أغـلبية 194 صوتا ضد 13 أي بأغلبية ساحــقة ، وكان ذلك انتصارا كبيرا للشعب الفلسطيني .

المصدر: مجلة ” شؤون فلسطينية “- العدد 68 / 69 – الصفحة 394 – تموز ( يوليو) آب ( أغسطس ) 1977.

(*)_جاءت ليلى شهيد إلى الدبلوماسية الفلسطينية من الاتحاد العام لطلبة فلسطين ( فرع  فرنسا ) ،الذي ترأسته في سبعينات القرن الماضي، حيث كانت أول كادر نسائي يترأس فرعا من فروع ذلك الاتحاد بدعم من عزالدين وعينت عام 1989 ممثلة للمنظمة في آيرلندا ثم هولندا ثم الدنمارك وبعدها في باريس وأخيرا في بروكسل كسفيرة لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي .

إقرأ أيضا

Leave a Comment